كتب : د. صدام عبدالله
قدم الجنوب ملحمة بطولية فريدة في تاريخه المعاصر، حيث سطر أبناؤه أروع صور التضحية والفداء في سبيل تحرير أرضهم من براثن مليشيات الحوثي وأذنابهم، وقدم الجنوب الآلاف من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأغلى ما يملكون دفاعا عن حريتهم وكرامتهم، ومازالوا يقدمون التضحيات الجسام في مختلف المواقع .
إن هذا الصمود الأسطوري يستحق أن يسجل بأحرف من نور في صفحات التاريخ، وأن يقف العالم أجمع إجلالا وتقديرا لهذه التضحيات الجسام.
إن أبناء الجنوب بدافع الانتماء إلى أرضهم وحبهم لوطنهم أثبتوا للعالم أجمع أنهم أصحاب إرادة صلبة وعزيمة لا تلين، فقد تصدوا بكل شجاعة وبسالة للمليشيات الحوثية، وحافظوا على ثوابت القضية الجنوبية، رغم كل الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة التي يواجهونها.
إن هذا الدور البطولي الذي يلعبه أبناء الجنوب، يضع على عاتق القوى الشمالية المناهضة للحوثي مسؤولية كبيرة، إذ يتعين عليها أن تقدر نضال الجنوبيين وان تشيد بهم وان تكرس خطابها لحث ابناء اليمن لمواجهة المشروع الحوثي التوسعي الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها وان تكف اذيتها لابناء الجنوب.
إن الجنوب بفضل صمود أبنائه وتضحياتهم ودعم التحالف العربي الذي لايستطيع احد ان ينكره ، قد أصبح رمزا للصمود والتحدي في وجه الظلم والطغيان. وقد أثبت للعالم أن الشعوب الحرة لا يمكن قهرها مهما طالت المدة أو عظمت التحديات. إن النصر الذي حققه الجنوبيون بطرد المليشيات الحوثية واذناب ايران ليس نصرا فرديا بل هو نصر للمشروع القومي العربي.
إن الجنوب يستحق من كافة شرائح المجتمع المحلي والاقليمي والدولي الدعم والمساندة، فما قدمه وما زال يقدمه أبناؤه من تضحيات جسام هو في سبيل الحرية والكرامة والعيش الكريم.
في الاخير نوجه رسالة للقوى والنخب اليمنية الشريفة ان يكرسوا جهدهم وخطابهم في كيفية التخلص من المليشيات الحوثية ومن تخادم معها وان يكفوا اذيتهم في بث الاشاعات ومهاجمة الجنوب وابناءه حتى نستطيع ان نعيش في المستقبل شعبين متجاورين نساعد بعضنا البعض في تحقيق التنمية والامن والاستقرار للجنوب واليمن.
زر الذهاب إلى الأعلى