مقالات وتحليلات

معلمينا الأعزاء…

معلمينا الأعزاء...

كتب : وضاح هرهره 

إلى معلمينا الاعزاء كم أنتم عظماء! أنتم شمس تضيء عقولنا، وأساس بناء أجيالنا. سواء كنتم من الجيل القديم الذي أفنى عمره في التعليم، أو من المعلمين الجدد الذين يواصلون السير على نفس الطريق، أنتم خير قدوة وأعظم مثال.

أتذكر جيدًا يومًا في ساحة مدرسة الشهيد فيصل منصر في خلة، عندما استعدت المدرسة لاستقبال الوفد الرئاسي. في تلك اللحظة، كان المعلم أحمد ابن أحمد شايف المنصوب يحمل المكنسة لتنظيف الساحة الكبيرة، تلاه المعلم محمد بوبك الذي استمر في التنظيف، وكان هناك المعلم صلاح قاسم الذي ساهم بكل جهده في تجهيز الساحة وكذا الاستاذ جياب مثنى وعبد الباري الحميدي . هؤلاء المعلمون، رغم التحديات التي يواجهونها في حياتهم، كانوا يحرصون على أن تكون المدرسة في أفضل حال أمام الضيوف. هذه التضحية والتفاني في العمل، هي من سمات المعلم الذي يحب عمله ويعطيه بكل إخلاص.

ما الذي يمكن أن نقدمه للمعلمين أينما كانو ؟ كيف يمكن أن نكافئهم على تضحياتهم وتفانيهم؟ أنتم، أيها المعلمون، لستم مجرد ناقلي معرفة، بل أنتم من يغرس القيم الطيبة والأخلاق في نفوسنا، أنتم الأب الروحي الذي يرشدنا نحو الطريق الصحيح. ولن ينسى جيلنا جهودكم، سواء كنتم أحياء بيننا أو تحت التراب.

وأود أن أؤكد هنا، أنني لست أتحدث فقط عن معلمي منطقتي، بل عن كل معلم في المديرية او خارجها . إذا زرت أي مدرسة في مناطقنا المجاورة، ستجد أن المعلم هو ذاته الرجل الذي يقتدى به في الأخلاق، والتواضع، وابتسامته التي تنير الوجوه. فالمعلم في كل مكان في المديرية او خارجها هو رمزٌ للخير والعطاء، والقدوة التي يستحق أن نرفع لها القبعة في كل زمان ومكان.

المعلم المخلص يظل مهابًا حتى وإن تقاعد، ويظل أثره باقيًا. على سبيل المثال، إذا قابلت الأستاذ شايف علي أسعد، ستجد فيه الهيبة والشموخ حتى وهو يستند على عصاه في طريقه. وكذلك الأستاذ مثنى ابن مثنى، وغيرهم من أمثالهم الذين يمثلون العظمة في كل خطوة. هؤلاء المعلمون، حتى بعد سنوات من التقاعد، يظل احترامهم وتقديرهم في قلوبنا، لأنهم علمونا كيف نكون رجالًا وأفرادًا صالحين في المجتمع.

ومن المعروف في قول الشاعر: “كاد المعلم أن يكون رسولا”، فالمعلم هو قدوتنا الحسنة، وهو الخطيب الذي يوجهنا بكلماته الحكيمة. هو الملتزم الذي يحرص على توجيهنا نحو الطريق الصحيح، يحب الخير للجميع، ويسعى دائمًا لإصلاح ذات البين. لا يتوانى عن قول كلمة الحق، مهما كانت الظروف، ويُعلّمنا القيم والمبادئ التي تجعلنا نعيش في سلام وتفاهم.

لقد قابلتُ ذات مرة الأستاذ قائد الجعدي حفظه الله رئيس نقابة المعلمين في الضالع ، الذي كان يروي لي ذكرياته عن تعليم الماضي، وكيف كان معلمونا يعملون في ظل ظروف صعبة. ذكر لي كيف استقبله والدي، الأستاذ عيدروس علي صادق، وهو موجه تربوي، وكيف قدم له كل التقدير والاحترام عندما نزل الى مدرسة الصلئة التابعة لمديرية الشعيب ووالدي معلما هناك واستضافه، ليس على كرسي دوار بل على تنك. وهذه قصة طويلة سوف اسردها وقتا اخر ان شاء الله . هذه المواقف تظل حية في قلوبنا، وتذكرنا بمدى عظمة أولئك الذين أفنوا حياتهم في خدمة التعليم.

نعم إنكم، أيها المعلمون، من صنعتم الأطباء والقضاة والعلماء والقادة العسكريين. ونحن اليوم نفتخر بتخرج هذه الكفاءات بفضل جهودكم المباركة. فهنيئًا لكم هذا العمر الذي استثمرتموه في بناء المجتمع من خلال التربية والتعليم.

في الختام، دعونا نتذكر دائمًا أن المعلم هو حجر الزاوية في بناء الأجيال، ولا يمكننا أن نفيه حقه بالكلمات فقط لنستمر في تقديره ودعمه، فهو يستحق كل احترام وتقدير.

شكرًا لكم، معلمينا الأعزاء..

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى