كتب/ أدهم الصماتي.
في مثل هذا اليوم، يتجلى معنى الشجاعة والإخلاص في تاريخنا، حيث استشهد البطلان ناصر المشجري وعبدالرحمن الرقوه، اللذان خاضا معًا غمار المعركة من أجل وطنهما، ليصبحا رمزًا للفداء والتضحية.
هذان البطلان من خير ما أنجبت عدن ولحج، عشنا معهما أجمل قصص الصداقة والعطاء، حيث كانت حياتهما مليئة بالتضحيات والمغامرات. تزامنت قصتهما منذ اللحظات الأولى في انطلاق “الرمح الذهبي”، حيث شاركا بكل شجاعة في تحرير الساحل الغربي وصولًا إلى مدينة الحديدة. خلال تلك الفترة، صالا وجالا في ميادين قتال مليشيات الحوثي، مُظهرين قوة الإرادة والثبات الذي يميز الأبطال.
وفي الأول من يناير، بدأ “إعصار الجنوب” بعملية تحرير بيحان، حيث كان الشهيدان في مقدمة الصفوف. لقد شاركا في تحرير عسيلان والنقوب وبيحان، وظهرا كرموز للشجاعة، حيث خاضا المعارك جنبًا إلى جنب، متسلحين بالعزيمة والإصرار. كانت قلوبهما مفعمة بحب الوطن، ورغبة لا تلين في استعادة الحق للأبرياء.
ومع مرور الأيام، وفي غروب يوم التاسع من يناير، كان البطلان على مشارف مدينة حريب التابعة لمأرب، حيث برزت تضحياتهما في مقدمة الصفوف مجددًا. وأثناء هذه المعركة الحاسمة، استشهدا وهما مقبلان إلى الله، كما لو كانا يحرصان على الذهاب بقلوب مفعمة بالنور والإيمان.
تستمر ذكرى ناصر المشجري وعبدالرحمن الرقوه حاضرة في قلوبنا، رمزًا للصداقة الحقيقية التي تتخطى حدود الحياة والموت. إن تضحياتهما تذكرنا جميعًا بواجبنا نحو الوطن، وبضرورة الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التحديات.
هذا هو الإرث الذي تركه لنا الشهيدان، درس في الشجاعة والتفاني، وتجسيد للروح الجماعية التي يجب أن تسود بيننا. لن ننسى، بل سنظل نكتب عنهم، نروي قصص شجاعتهم، ونذكر الأجيال القادمة بتضحياتهم وفخرهم. رحم الله الشهيدين وأسكنهما فسيح جناته، وأعاننا الله على السير على دربهم.
زر الذهاب إلى الأعلى