مقالات وتحليلات

غزة .. والانتصار الفاشل

غزة .. والانتصار الفاشل

كتب : مهيب الجحافي

أن عملية وقف إطلاق النار بين الكيان ، والمقاومة ، تأتي بعد فشل ذراع إيران في تحقيق أهدافه التوسعية بالمنطقة ، ضف إلى ذلك أن الضربات الأخيرة الذي تعرض لها قادة المحور الإيراني في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، كانت قد أثرت على واقع المقاومة الفلسطينية .

هذا الإتفاق أو الانتصار الفاشل الذي يتحدث عنه الكثير بأن المقاومة الفلسطينية حققت إنتصارًا عظيمًا .. يكشف ضعف المقاومة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني ، وعدم قدرتها على مواصلة المعركة ، وخاصة بعد أن تنحي منها الدور الإيراني ، مما وجدت أنفاسها أمام خيارين لا ثالث لهما ، أما و واصلت المعركة وقاومت حتى آخر رمق ، أو وأعلنت الهزيمة ، ووقف إطلاق النار ، وهذا ما تم فعله ، بعد أن أبلغت الحليف الأقرب لها ، وبدورها قطر لعبت دور الوسيط و أنجحت العملية . 

فالحديث عن أن هناك إنتصار ، فهذا ليس إلا لتغطية هزيمة المقاومة ، و تحسبًا من أي غضب فلسطيني قد ينتج ضد حركة حماس ، وبالتالي حاول الإعلام العربي المضلل نسب إنتصار وهمي للمقاومة الفلسطينية ، و الضحك على الشعب الفلسطيني المهجر بأن مقاومته حققت إنتصارًا عظيمًا بتدمير 90% من قطاع غزة ، وقتل أكثر من خمسون الف فلسطيني ، وجرح أكثر من 110 الف ، واختفى الآلاف تحت الأنقاض ، و الآلاف في سجون الاحتلال .

فعن أي إنتصار يتحدثون به ؟ هل حررت ولو جزء قليل من الأراضي المحتلة ، حتى نستطيع القول أن المقاومة الفلسطينية حققت إنتصارًا عظيمًا ، أما وهي جاءت على تدمير الأرض والشجر والحجر والإنسان ، فهذا ليس إنتصار بل هزيمة ساحقة بحد ذاتها .

كذلك لا ننسى أن قطاع غزة ، كان يُمثل المتنفس الوحيد المتبقي للفلسطينيين ، بعد أن أصبح اليوم ساحة حرب ، وحتى الهواء الذي كان يستنشقه الشعب الفلسطيني تغيير ، جراء رائحة الجثث المتعفنة التي لا زالت تحت الأنقاض ، وقد أصبح قطاع غزة أشبه بالقرية المهجورة التي يسكنها الجن ..

صحيح أنه وارد أن يحدث كل ذلك الدمار والقتل وإلخ … لكن أن تتراجع المقاومة الفلسطينية عن معركتها بعد كل هذا ، فهذا خطأ كبير لا يغفر له ، ومع ذلك لا غرابة وأن أعلنت المقاومة هزيمتها لأنها تستند على يد ركيكة ( إيرانية ) بعكس ما إذا كانت تستند قوتها من الإرادة الفلسطينية لكانت واصلت المعركة ولو ما تبقى منها فرد … فليس هناك ما تخسره أكثر من ما خسرته في معركتها الأخيرة ..

أتفق مع الجميع ، أن المقاومة الفلسطينية تغلبت على الترسانة العسكرية الإسرائيلية ودكت حواجز الكيان الصهيوني و أجهزته الأمنية والعسكرية ، لكنها أخفقت حين انسحبت من المستوطنات الإسرائيلية ، وحولت المعركة نحو تدمير القطاع ، و استقرت هناك حتى قضت على كل ماهو جميل في وجه الشعب الفلسطيني ، واخطأت بوقف إطلاق النار دون أن تعرف ما سببته وما خلفه الكيان الصهيوني .. 

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى