تقـــارير

تقرير  : “حضرموت تنتفض.. معركة الجنوب الوجودية تبدأ من واديها”

تقرير  : “حضرموت تنتفض.. معركة الجنوب الوجودية تبدأ من واديها”

صوت الضالع/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:

يشهد وداي حضرموت لحظة فاصلة مع انطلاق الاعتصام في شارع الستين بسيئون ‘ جاء هذا الاعتصام كرد شعبي على الخطر الإمامي- الإخواني الذي تمثله المنطقة العسكرية الأولى ودورها في التهريب والإرهاب ‘ يعكس موقع الاعتصام زخمة إرادة جماعية جنوبية موحدة مؤكدين بأن حضرموت لن تكون سنًدا للإمامة الحوثية.

ويُمثل الاعتصام القائم في وادي وصحراء حضرموت محطة مفصلية في مسار الحراك الشعبي الجنوبي ‘ جاء كامتداد طبيعي لمطالب أبناء حضرموت المتصاعدة بضرورة تحرير كامل مديريات الوادي والصحراء ‘ وبسط السيادة الأمنية الجنوبية عليها ‘ إذ يهدف هذا الاعتصام بشكل واضح الى إنهاء سيطرة القوات غير المنسجمة مع المشروع الجنوبي والبعيدة عن تطلعات أبناء حضرموت ‘ خصوصًا المنطقة العسكرية الأولى التي يُنظر إليها كقوة غريبة عن المكان والانسان ‘ ويُطالب المشاركون باستبدالها بقوات جنوبية مختصة من أبناء حضرموت ‘ وتؤكد هذه الاحداث على أن أبناء حضرموت والجنوب ماضون بثقة نحو استعادة سيادتهم على كامل أراضيهم ‘ ولن يقبلوا بأي ترتيبات تبقي الوضع على ما هو عليه.

*حالة وعي وطني متصاعدة:

يأتي هذا الاعتصام في سياق حالة من الوعي ‘ تُدرك حجم المخاطر الأمنية والسياسية التي شكًلتها قوى النفوذ المتمًرسًة داخل وادي حضرموت ‘ الهدف المعلن للاعتصام في وداي وصحراء حضرموت والمتمثل في تحرير كامل المديريات وبسط السيادة الأمنية الجنوبية ‘ مشددًين بأنها ليس مجرد شعار بل مشروع تحررًي كامل الأركان يستند الى رؤية واضحة وإرادة شعبية قوية ‘ تؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والتمكين السياسي.

الاعتصام هو إعلان حضرمي-جنوبي بامتياز ‘ بأن زمن التهميش والتلاعب بقرار حضرموت قد انتهى ‘ وأن المستقبل سيكون بيد أبناء الجنوب‘ موحدين ‘ واثقين ‘ وسائرين نحو دولتهم القادمة بكل عزم وصلابة.

*العسكرية الأولى.. تهديد خطير لأمن الوادي:

تعيش مديريات وادي حضرموت غليان شعبي متصاعد بفعل مُحاولة الالتفاف على مطالب الشعب ‘ في وقت يُدرك فيه أبناء وادي حضرموت بأن وجود العسكرية الأولى يدعم الفوضى والانفلات الأمني ويحول المنطقة الى تهديد حقيقي لدول الجوار‘ وفي المقابل هناك مخاوف من تكرار سيناريو الجوف وتسليم مناطق الوادي للحوثيين كما حدث في الجوف وبيحان.

حيث يُفشل أبناء الجنوب كل محاولات التفكيك التي تسعى لها القوى اليمنية ‘ محبطًا المخططات الرامية لزرع الفوضى بين أبناء الجنوب ‘ وفي كل مرة يُثبت بأن وحدة الجنوب أقوى من كل محاولات التشوية والتحريض ‘ حيث ترسخت لديهم قناعة شعبية بأن استعادة الدولة الجنوبية لا تتم إلا بوحدة الصف.

*التخادم الإخواني الحوثي في وادي حضرموت.. بوابة التهريب والإرهاب المنظًم:

في مشهد يُجسًد عمق التحالف بين الاخوان والحوثيين ‘ والذي اتخذ خلال السنوات الأخيرة أشكالًا متعددة ‘ أبرزها شبكات التهريب والإرهاب المنظًم الذي يهدد أمن حضرموت والجنوب عمومًا .

التخادم الإخواني-الحوثي ‘ والدور الخطير الذي تلعبه المنطقة العسكرية الأولى ‘ بات ضرورة وطنية لحماية حضرموت والجنوب من شبكات الفوضى ‘ وضمان تفكيك منظومات التهريب والإرهاب التي تغذًت لسنوات على ضعف الرقابة وازدواجية الولاءات.

التخادم بين الإخوان والحوثيين عبر المنطقة العسكرية الأولى ‘ لم يعد مجرد تحليل سياسي ‘ بل أصبح واقعًا ينعكس في شبكات التهريب ‘ والإرهاب المنظم ‘ والتنسيق الميداني ‘ ومع تصاعد الوعي الشعبي وارتفاع صوت حضرموت ‘ أصبح إنهاء هذا الوجود خطوة ضرورية لحماية الجنوب ‘ وتجفيف مصادر الدعم التي تستفيد منها قوى الإمامة الحوثية وأذرع الإخوان في آن واحد.

 

*ترحيل المنطقة العسكرية الأولى .. معركة الجنوب لانتزاع أمنه وسيادته من خاصرته المهددة:

يُمثل ملف رحيل المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت والصحراء واحدًا من أهم الملفات السيادية المطروحة على طاولة النقاش الجُنوبي منذُ سنوات ‘ نظرًا لما يشكلًه بقاء هذه القوات من تهديدات أمنية وسياسية تمًس حضرموت بشكل مباشر والجنوب بشكل عام ‘ وقد تعاظمت المطالبات الشعبية والرسمية برحيلها مع تنامي الوعي الجنوبي وتزايد الأدلة على دور تلك القوات في إرباك المشهد الأمني ‘ وتسهيل نشاط الجماعات المتطرفة.

*إصرار شعبي وسياسي على ترحيلها:

رحيل المنطقة العسكرية الأولى سيفتح الباب أمام تولي القوات المحلية المهام الأمنية ‘ كالنخبة الحضرمية التي أثبتت نجاحها في الساحل ‘ وإثبات قدرتها على محاربة الإرهاب وحماية المنشآت ‘ في حين رحيل المنطقة العسكرية الأولى لم يعد ملفًا سياسيًا قابلًا للتأجيل ‘ بل أصبح ضرورة أمنية وسيادية لحضرموت والجنوب عامة.

ويًعبر الإصرار الشعبي والسياسي على ترحيلها عن تًحوًل عميق في الوعي الجنوبي ‘ وعن رغبة صادقة في حماية الأرض وبناء مستقبل مستقر وآمن.

 

*رحيل المنطقة العسكرية الأولى .. مطلب حضرمي جنوبي لا رجعه عنه:

يرفض الشارع الحضرمي أن تُستغل حضرموت كمدد للإمامة الحوثية مرة أخرى ‘ مدركين خطورة تخادم المنطقة الأولى بالحوثيين بشكل مباشر ‘ وبدوره يواجه مخططًا لإعادة نفوذ الحوثي عبر بوابة وادي حضرموت.

تشير المعطيات والاحداث الميدانية : “أن أبناء حضرموت مصًرين على ضرورة تسليم وادي حضرموت لقوات النخبة لكي تحمية من أي نفوذ إمامي ‘ وبالتوازي يُساند أبناء الجنوب موقف حضرموت في طرد القوات غير المنسجمة مع مشروعهم الوطني.

*اعتصام القرار المصيري.. الجنوب يوًحد صوته لاقتلاع التهديد:

اعتصام شارع الستين بسيئون يحمل دلالة قوية باعتباره ردًا شعبيًا مباشرًا بأن حضرموت لن تكون عمقًا للإمامة الحوثية مجددًا ‘ معتبرين بأن بقاء هذه القوات يُشكل تهديدًا مباشرًا لأمن حضرموت وللجنوب.

الاعتصام يؤكد على السلمية والطابع الشعبي الشامل ‘ وعلى أن مكان الاعتصام في شارع الستين يعكس قرارًا جمعيًا بأن الاعتصام لن يتوقف إلا بتحقيق المطالب كاملة.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى