محمد علي شائف لوكالة “سبوتنيك ” : أمريكا والغرب لا يريدون إنهاء الحرب في اليمن
صوت الضالع / متابعات
قال رئيس تكتل الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب في اليمن محمد علي شايف إن قرار وقف الحرب يرتبط بجهات خارجية، والقرارات الأممية الأخيرة سكبت الزيت على النار وكل دعوات الحوار لن تفلح إن لم يكن هناك توافق بين السعودية وإيران.
واعتبر شايف في لقاء مع وكالة “سبوتنيك”، أن أي حلول تتجاهل قضية الجنوب لن يكتب لها النجاح، فقد قدم الجنوب الكثير من أجل حل قضيته ما يقارب عقدين من الزمان.
إلى نص اللقاء
سبوتنيك: لماذا استمرت الحرب في اليمن طيلة هذه السنوات؟
نحن نعلم أن الصراع في اليمن هو صراع إقليمي دولي على المصالح والنفوذ، والجنوبيون وقعوا في فخ الهيمنة الخارجية بكل تأكيد منذ بداية الحرب في العام 2015، ورغم ما حققته القوات الجنوبية من انتصارات وتحرير الأراضي من قوات الحوثيين”أنصار الله”، إلا أننا في نفس الوقت ملزمين إلى الآن أن نكون باتجاه أهداف وأجندة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، في نفس الوقت لم نستطع التحرر بمعنى التحرر، رغم أننا حررنا الأراضي ولم يكن لنا أي قرار مستقل فيما يتعلق بقضيتنا، نحن في حرب مفارقات منذ العام 2015، وكل السنوات السابقة من الصراع لم تحسم الحرب مع الشمال ولم تقدم أمل لشعب الجنوب، بل نعيش في أزمات متتالية وأصبح المواطن الجنوبي يبحث عن أمنه وغذائه بدلا من التفكير في قضيته الوطنية التي قدم من أجلها آلاف الشهداء.
سبوتنيك: ما هو موقع المكونات السياسية والعسكرية الجنوبية من الصراع اليمني؟
الحراك الوطني السلمي الجنوبي التحرري والذي بدأ منذ العام 1994 حقق نتائج كبيرة على الأرض رغم أنه لا تزال بعض المناطق نعتبر أنها تابعة للاحتلال اليمني، والحراك الجنوبي تحولت قياداته مؤخرا إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث تشكل المجلس من أغلب قيادات الجنوب، وأصبح اليوم يمثل القضية الجنوبية في الخطاب السياسي والإعلامي وأمام المجتمع الدولي، نحن حققنا الكثير من الانجازات، لكن في ذات الوقت لا يزال هناك ارتباط بالتحالف، التحالف العربي لا يزال هو المهيمن وهو صاحب القرار ولم يكن هناك قرار سياسي مستقل للمجلس الانتقالي الجنوبي، ولكي يحقق الجنوبيون أهدافهم يجب أن يكون تمويلهم من الداخل و يديرون مناطقهم ويوفرون لها الأمن، والمجلس الانتقالي أرى أنه لا يملك حتى الآن القرار السياسي المستقل.
سبوتنيك: بعد تناقص شعبية المجلس الانتقالي..هل ترى أنه لا يزال الحامل الرئيسي لقضية الجنوب؟
في بداية تأسيس المجلس الانتقالي كان حوله التفاف شعبي كبير، فقد كنا في الحركة الشعبية الجنوبية أو ما عرف بالحراك الجنوبي، الجميع كان يبحث عن أداة لتوحيد الثورة في الجنوب، وعندما تم الإعلان عن المجلس الانتقالي كان هناك قبول شعبي كبير له، لكن للأسف عندما وصل الانتقالي إلى التفويض ليكون ممثل لشعب الجنوب، هنا بدأت الأمور تأخذ مكان غير الذي أراده شعب الجنوب، وبدأت حالة من التفكك وخيبة الأمل لدى جماهير الشعب، لأنه لم يوفر الأمن أو الاستقرار ولا حتى الحياة اليومية للمواطن، منذ العام 2015 لا نزال نعيش حالة من عدم الاستقرار الأمني والمعيشي، لذا بدأت شعبية الانتقالي تتراجع.
سبوتنيك: تعدد القوى السياسية وقوى المقاومة ..هل هو ظاهرة صحية في الجنوب؟
منذ إعلان قيام المجلس الانتقالي لم تكن هناك قوى كبيرة، حتى نحن ل في إطار مكوناتنا التي كانت قبل تشكيل المجلس لم نمارس أي نشاط، على أساس أن المجلس الانتقالي يقوم بالدور كما صورية وهمية من أجل إحداث هذا الارتباك داخل الحركة الشعبية الجنوبية، أما ما يتعلق بالمجلس الانتقالي فهو بالفعل يمتلك قوة شعبية وعسكرية ويعتبر القوة الأكبر داخل الجنوب، ولنا أمل كبير في أن يغير المجلس من حالة التبعية المطلقة للإمارات والتحالف العربي.
سبوتنيك: لماذا فشل الجنوبيون في الجلوس للحوار وتوحيد الرؤية بشأن قضيتهم؟
الجنوبيون المنضوين داخل سلطة صنعاء لا يزالون يقومون بغرس الفتن حتى لا تتوحد الكلمة الجنوبية على الهدف المطلوب، كما أن لدينا جنوبيين في السلطة أو ما يسمى بقوى الشرعية، فهم يعملون بالاتفاق مع التحالف على إيجاد هذا التنوع والتباين بين الجنوبيين، بحيث لا تكون هناك قوى مؤثرة، أو أن يعطى المجلس الانتقالي حق تمثيل الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة بحدودها الدولية المتعارف عليها، حتى الآن لم نجد أي اعتراف من التحالف أو السعودية والإمارات بالقضية الجنوبية، رغم أن كل القرابين التي تقدم في الجبهات هى من أبناء الجنوب.
سبوتنيك: يرى البعض أن التجويع وعدم الاستقرار في الجنوب.. هى سياسة مقصودة من التحالف؟
عمليات عدم الاستقرار الأمني والمعيشي للشعب الجنوبي وانشغاله بمعيشته وخدماته، كل هذا مقصود لإشغال الجنوبيين وصرفهم عن الوقوف خلف قضيتهم، وبالتالي تمر أجندة التحالف كما يريدها هو، لا كما يريدها الجنوبيون.
سبوتنيك: ما رأيك فيمن يقول: إن الجنوبيون يُضَحون في الجبهات والانتصارات تنسب لغيرهم؟
عندما يقوم التحالف بتجنيد أبناء الجنوب لخوض المعارك وتحرير الأرض، وفي النهاية يعطي المسؤولية لقوى شمالية كما حدث بالنسبة لطارق عفاش، وهذا يؤكد أن هناك الكثير من الشماليين الذين يعيشون بيننا لا زالوا لا يعترفون بأي حق للجنوب في الحصول على تقرير مصيره ودولته المستقلة وحقه في الحرية، في الوقت نفسه تستخدم ما تسمى بالشرعية ثروات الجنوب والمقاتل الجنوبي لتحرير المناطق من أيدي الحوثيين ولا سيما في مناطق الجنوب وصولا لبعض المناطق الشمالية، فهم يطلبون المقاتل الجنوبي وفي نفس الوقت يتحدثون عن جيش وطني تابع للشرعية، وبالتالي فإن تلك اللعبة التي تجري فيما بين التحالف والشرعية هى تقديم الجنوبيين قرابين للحرب لصالح الشرعية والتحالف.
سبوتنيك: اندلعت الحرب من أجل إعادة الشرعية في اليمن..هل ترى أن الشرعية تبحث اليوم عن شرعية؟
من وجهة نظري أنا لا أعترف بأن هناك سلطة تسمى الشرعية، ولا شرعية أيضا للحوثيين الذي يستخدمون القوة بلا سند شرعي، كما أن شرعية الحكومة اليمنية منحها إياها المجتمع الدولي بلا قوة.
سبوتنيك: قبل العام 2015 كان الجنوبيون يقولون إن الحوثيون ظلموا أيضا من قبل نظام علي عبد الله صالح كما ظلم الجنوب..هل هذا الرأي قائم حتى الآن؟
بالفعل كانت قضية المظلومية مشتركة فعلا بين الجنوبيين والحوثيين في صعدة والتي خاض صالح ضدها 6 حروب، وكنا نعتقد أن الحوثيين أكثر ن يقدر شعب الجنوب وقضيته ومظلوميته، لكن ما حصل في العام 2015 أثبت لنا أن الحوثيين لا يختلفون كثيرا عن نظام صالح، بل قد يكونوا أسوأ من نظام صالح في 1994 والذي احتل الجنوب، وكانت غزوة 2015 لا تقل جرما عما فعله صالح، الجميع طامع في الجنوب وثرواته وجغرافيته وموقعه الاستراتيجي، فالحوثيين لا يختلفون أبدا عن علي عبد الله صالح.
سبوتنيك: إذا توقفت الحرب مع الحوثيين ..هل تشتعل في الجنوب؟
في تقديري وتقدير الانتقالي إن لم يخضع للضغوط، أن أي حل للحرب في اليمن، إذا لم يتم بالتوازي إعطاء شعب الجنوب حقه وإرادته وكرامته على أرضه وفي حدود دولته المستقلة ذات السيادة، فلن يكون هناك حل، ودعوات العودة للمرجعيات السابقة يرفضها الجنوبيون بما فيها المبادرة الخليجية، وإذا دخلنا في تحليل ما حدث منذ المبادرة الخليجية، لوجدنا أنها السبب الرئيسي وراء كل ما حدث باليمن، لأنها لم تشر إلى قضية شعب الجنوب لا من قريب ولا من بعيد وأخرجت الجنوب من خارطة الصراع اليمني، لذا فإن المرجعيات الثلاث التي يتحدثون عنها “المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وحتى القرار الأممي 2216” جميعها أصبحت منتهية الصلاحية اليوم، لأن الأمم المتحدة والشرعية دخلت في مفاوضات كثيرة مع الحوثيين، ما يعني أنه قد تم الاعتراف بهم كقوة سياسية حاضرة في الصراع، لذا فإن كل تلك المرجعيات ما هى إلا شماعة فقط لاستمرار الأزمة ومزيد من المعاناة للشعب في الشمال والجنوب.
سبوتنيك: هل ترى أن قرارات تصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية ساهم في تفاقم معاناة اليمنيين وزيادة معدلات الجوع؟
نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والغرب عموما، لو كانوا حقا يريدون حصار الحوثيين وإنهاء الحرب في اليمن لسمحوا لقوات العمالقة الجنوبية أن تدخل إلى مدينة الحديدة وتغلق على الحوثيين الميناء، لكنهم أوقفوا ومنعوا تلك القوات من الدخول من أجل استمرار الحرب، حيث تعمل الولايات المتحدة والغرب وفق خططها المستقبلية على تدمير كل البنى التحتية للدول العربية حتى يستمر الاستعمار من الخارج وفقا لخطط الجيل الرابع من الحروب، ولن تؤدي القرارات التي يتم اتخاذها سوى إلى مزيد من الصراع والدمار والمعاناة للشعب في الشمال والجنوب، وهذا لن يخدم القضية الجنوبية ولا الحرب ولا حتى التحالف نفسه، وعلى ما يبدو أن هناك رغبة تامة لدى الغرب لتدمير كل البنى التحتية سواء كانت ثقافية أو عسكرية والتاريخية للشعوب التي دارت فيها مثل هذه الحروب، كما يحدث أيضا في العراق وسوريا وليبيا وغيرها.
سبوتنيك: كيف قرأت دعوة مجلس التعاون الخليجي أنصار الله للحوار في السعودية؟
تلك الدعوة ليست في محلها بأن تدعو خصمك للحوار في بيتك، هذا غير مقبول لأن السعودية ليست طرفا محايدا في الصراع، ورفض الحوثيين منطقي لأنه لا يذهب إلى صاحب الدعوة وهو الطرف الرئيس في الصراع، لكن الطبيعي أن يكون الحوار في دولة محايدة، ومن وجهة نظري لا يمكن أن تحل الأزمة في اليمن، ما لم تتوصل الرياض وطهران إلى اتفاق حول الخلاف بينها، وأنا على يقين أن الأزمة سوف تحل عقب توقيع الاتفاق بين السعودية وإيران، وربما يحدث هذا مع إعادة التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية وروسيا، فالصراع الأساسي الآن بين السعودية وإيران وليس بين اليمنيين.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب
زر الذهاب إلى الأعلى