مقالات وتحليلات

الانتقالي بين سندان الشراكة ومطرقة حرب الخدمات..

صوت الضالع/  كتب/صالح علي الدويل باراس

هل نحن دولة الان تسيطر على مصالحها ؟ وهل نستطيع ان نكيّف العالم على قاعدة المصلحة ؟

طبعا ؛ لا
هل لدينا اليات نستطيع ان نوصل صوتنا للعالم سياسيا ووطنيا!!؟

لا يوجد ؛ توجد شرعية يمنية يعترف العالم بها يمكن العمل من خلالها ومن هذه الارضية تشرعن الانتقالي وشرعنة الرياض شرعنة اقليمية وليست محلية!

اذن حتى الاقليم حين صممها ؛ صممها له اهدافه منها ، فلا جبهة عسكرية له مع الشرعية ولا جبهة له عسمرية مع القضية الجنوبية حتى يضغط عسكريا . ومما يبدو ان الراعي الاقليمي يضغط بحرب الخدمات الى جانب “العليمي ومعين” لتحقيق تنازلات في مفاوضات الكواليس الثنائية مع الحوثي وفي الحالة هذه فازدواجية والقضية ليست بمعزل عن حياة الناس وايضا ليست بمعزل عن الاقليم وليست بمعزل عن اليمننة

سنضع الافتراض التالي

لو خرج الانتقالي من الحكومة ومن الشراكة فهل أصبح الجنوب بايدينا !!؟

ولو طرد الجنوبيون معين و العليمي فهل يحققون الدولة الجنوبية!! ؟

من يظن نجاح هذه الفرضيات كمن يكتب على الماء ، يتمنى الشماليون خروج الانتقالي من الحكومة ومن الشراكة ، فهم ايضا حسبوا حسابهم في الشراكة واين يحققون نقاط انتصار على مشروع الجنوب فكانت الحرب بالخدمات وقطع المرتبات وانهيار العملة ساحتهم لتحقيق ضربات ضد الانتقالي وهي قضايا لا يمكن ان يحلها الانتقالي

لكن الخروج يعني ان تظل كما ظلت قبل الشركة وان يكسبوا العالم والاقليم ضد مشروع الجنوب فاما يتم التعامل عسكريا ، او سيكثفون الحصار وهذا هو المحتمل

فهل توجد بدائل لدى الانتقالي تضع حلول سحرية!!؟

لا ثم لا ثم لا توجد لديه ولا لاية قوة جنوبية تنتقده

هناك ضغط شعبي على المجلس الانتقالي بسبب الوضع الخدمي الداخلي ، واصوات تضغط على الشأن السياسي خارجيا لكن حساباتها عاطفية ، فقيادة الانتقالي تعمل في حقل يشبه حقل الالغام تعمل بحرص ومسؤولية تدارس لما يدور في الضغط الشعبوي عاطفي ستكون لها تبعات اكثر تعقيدا

تستغل هذا الحقل مطابخ إعلامية أمنية وحزبية ومجندين يتباكون على الحالة المصنوعة في الجنوب في اطار “صناعة الصدمة فيه” فتارة بان المجلس الانتقالي الجنوبي تنازل عن قضية الجنوب واستعادة دولته المستقلة واخرى ان الشراكة ضيعت القضية الجنوبية وان وزراء الانتقالي ليسوا بالكفاءة المطلوبة ..الخ

مهما كانت سلبيات الشراكة فان لها ايجابيات سياسية ودبلوماسية يدرك خطرها اليمنيون يزيدون من الضغط الازمات في الجوانب الخدمية والمعيشية والإقتصادية بشكل عام وهي أدلة دامغة وعلامات واضحة أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتنازل عن قضية الجنوب التحررية ، وأن المجلس الانتقالي يناضل تفاوضيا ويعمل على مستويات دولية تؤلمهم

ربما أن هناك حلولا مختلفه قد طرحت -وهي بالتاكيد طُرِحت – في تحركات الرياض السياسية الآخيرة لكن لأنها حلول منقوصة لا تلبي تطلعات شعب الجنوب النضالية في استعادة دولته المستقلة فقد رفضها الانتقالي مما أدى إلى فشل الوصول إلى اتفاق نهائي لصيغة التسويات السياسية المطروحة فكان الضغط بحرب الخدمات وتكثيف الحرب الاعلامية الداعمة لتلك الحرب ، ففشل التسويات السياسية السابقة مرجعه القضية الجنوبية ما يؤكد أن طرف الانتقالي الجنوبي رقم صعب من بين الاطراف المفاوضة وأن قضية الجنوب هي القضية المحورية من بين القضايا المطروحة في تلك المفاوضات وبدون النظر إلى قضية الجنوب وحلها حسب مطالب شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة وبموافقة طرف الانتقالي ستكون تلك التسويات السياسية المطروحة في طريقها إلى الفشل الدائم كما فشلت التي قبلها

لا ادافع عن الانتقالي بذلك فلديه سلبيات في الشراكة لكن في هذه الحرب لا يقدر ان يغير شيئا في الخدمات الا بتنازلات وطنية او بخيار عسكري وكلا الخيارين مر فالتنازلات الوطنية لن يرضاها الجنوبيون والخيار العسكري لن يحقق شيئا للجنوب في هذه المرحلة

مع التفويض للانتقالي كيان وطني يناضل سياسيا ، ولم يكن التفويض حقوقيا خدماتيا

13 نوفمبر 2023م

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى