وعندما صدر عنه تعليق، ألقى بالمسؤولية فيما حدث على الولايات المتحدة.
وقال بوتين وقتها لرئيس الوزراء العراقي: “أعتقد أن كثيرين سيتفقون معي على أن هذا مثال واضح على السياسة الفاشلة التي تنتهجها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والتي حاولت احتكار عملية التسوية”.
ومرت ستة أيام أخرى قبل أن يتحدث بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليقدم تعازيه في مقتل حوالي 1200 إسرائيلي. وبعد ذلك بعشرة أيام، قالت روسيا إن وفدا من حماس موجود في موسكو لإجراء محادثات.
ويقول خبراء في السياسة في روسيا والغرب إن بوتين يحاول استغلال حرب إسرائيل ضد حماس كفرصة لتصعيد ما وصفها بأنها معركة وجودية مع الغرب من أجل فرض نظام عالمي جديد ينهي الهيمنة الأميركية لصالح نظام متعدد الأطراف يعتقد أنه يتشكل بالفعل.
وكتب سيرجي ماركوف المستشار السابق في الكرملين في مدونته، موضحا موقف بوتين وحاجته ليميز نفسه على الساحة، قائلا: “تدرك روسيا أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان إسرائيل بشكل كامل، لكنهما يجسدان الشر الآن ولا يمكن أن يكونا على حق بأي شكل من الأشكال”.
وذكر ماركوف مستشار الكرملين أن روسيا تعتبر أزمة غزة فرصة لتعزز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال تصوير نفسها كصانع سلام محتمل له علاقات مع جميع الأطراف.
وعرضت موسكو استضافة اجتماع إقليمي لوزراء الخارجية، وقال بوتين إن روسيا في وضع جيد يُمكنها من المساعدة.
وقال ماركوف إن هناك فوائد اقتصادية محتملة أيضا بالإضافة إلى ميزة سحب الغرب الموارد المالية والعسكرية من أوكرانيا.
وأوضح قائلا: “روسيا ستستفيد من زيادة أسعار النفط التي ستنجم عن هذه الحرب وستستفيد روسيا من أي صراع ستخصص له الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي موارد لأن ذلك يقلل من الموارد المخصصة للنظام المناهض لروسيا في أوكرانيا”.
وعبر أليكس جابويف مدير مركز كارنيجي روسيا وأوراسيا عن اعتقاده بأن موسكو عدلت سياستها في الشرق الأوسط بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأثار استقبال موسكو لوفد من حماس بعد أقل من أسبوعين من هجوم السابع من أكتوبر غضب إسرائيل مما دفعها إلى استدعاء السفير الروسي أناتولي فيكتوروف.
وقال أمير ويتمان عضو حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو إن إسرائيل ستعاقب روسيا في يوم من الأيام على موقفها.
وذكر ويتمان في مقابلة مع قناة “آر.تي” الروسية في أكتوبر: “سننهي هذه الحرب وبعد ذلك، ستدفع روسيا الثمن”.