باتت “كسطح القمر”.. هكذا وصفَ تقريرٌ أميركي غــ.زة في حالة الحرب
صوت الضالع /متابعات
وصف تقرير، نشره موقع “بوليتيكو” الأميركيّة، مدينة غزة بأنها باتت أشبه بسطح القمر في حالة الحرب.
ونقل التقرير عن إميلي تريب، مديرة إيروورز، وهي منظمة لمراقبة الصراعات مقرها لندن، أن القصف الإسرائيلي في الأسابيع السبعة التي تلت هجوم حماس غير المسبوق في السابع من تشرين الأول، أطلق العنان لذخائر أكثر مما استخدمته الولايات المتحدة في أي عام من حملتها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وابل تصفه الأمم المتحدة بأنه الحملة الحضرية الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
وذكر تقرير الموقع الأميركي أن الهجوم العسكري الإسرائيلي حوّل معظم شمال القطاع إلى منطقة غير صالحة للسكن، حيث محيت أحياء بأكملها وتعرضت المنازل والمدارس والمستشفيات للقصف الجوي واحترقت بنيران الدبابات. في الوقت نفسه، لا تزال بعض المباني قائمة، لكن معظمها تضررت من القصف المدفعي.
وتساءل التقرير: أين سيعيشون؟ ومن سيدير غزة في نهاية الأمر ويلملم شتاتها؟ هنا، يردّ يوسف هماش، عامل الإغاثة في المجلس النرويجي للاجئين الذي فرّ من أنقاض مخيم جباليا في جنوب غزة قائلاً: “أريد العودة إلى منزلي حتى لو اضطررت إلى النوم على أنقاضه؛ لكنني لا أرى مستقبلا لأطفالي هنا”.
دمار صاعق
ولفت التقرير إلى أن استخدام الجيش الإسرائيلي المتفجرات القوية في المناطق السكنية المكتظة -والذي تصفه إسرائيل بأنه النتيجة الحتمية لاستخدام حماس المواقع المدنية كغطاء لعملياتها- أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف فلسطيني ودمار صاعق.
وقال محمود جمال، وهو سائق سيارة أجرة عمره 31 عاماً فر من مسقط رأسه في شمال بيت حانون هذا الشهر: “عندما غادرت لم أتمكن من تحديد الشارع أو التقاطع الذي كنت أعبره”. ووصف المباني السكنية بأنها تشبه مواقف السيارات في العراء.
وقال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في مدينة غزة الذي فر إلى مصر الأسبوع الماضي: “لقد تحول شمال غزة إلى مدينة أشباح كبيرة. وليس لدى الناس ما يعودون إليه”.
ووفقاً لتحليل بيانات القمر الصناعي كوبرنيكوس سنتينل-1 الذي أجراه “كوري شير” من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك و”جامون فان دن هوك” من جامعة ولاية أوريغون؛ فقد تعرض ما يقرب من نصف المباني في جميع أنحاء شمال غزة لأضرار أو دمار.
ذكريات الموت والدمار
ووفق التحليل، فقد نجا جنوب غزة من أكبر قوة نيران، ومع ذلك أدت ندرة الغذاء والماء والوقود إلى أزمة إنسانية. لكن هذا الأمر يتغير. وفي الأسبوعين الماضيين تظهر بيانات الأقمار الصناعية ارتفاعاً حاداً في الأضرار في مدينة خان يونس الجنوبية، ويقول السكان إن جيش الاحتلال أمطر الأجزاء الشرقية من المدينة بتحذيرات الإخلاء.
ورغم أهوال الحرب يأمل ياسر الششتاوي، أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة كولومبيا، أن توفر إعادة الإعمار فرصة لتحويل مخيمات اللاجئين المتداعية في غزة والبنية التحتية المتدهورة منذ زمن طويل إلى “مكان أكثر ملاءمة للسكن وأكثر إنصافا وإنسانية”. لكن الفلسطينيين يقولون إن البنية التحتية المدمرة ليست فقط هي التي تحتاج إلى إعادة البناء، بل أيضا المجتمع المصدوم نفسيا.
وختم التقرير بما قاله أبو سعدة: “لقد أصبحت غزة مكانا مخيفا للغاية. وسيكون دائما مليئا بذكريات الموت والدمار”. (الجزيرة نت