خاطرة : نجاة عبده عبدالله
كان اللقاء يشبه ذاك المكان نفسه
أصوات تلاطم الموج
ذات البحار نفسها ،
حتى وقت الغروب يذكرني بغروب قد مضى
هواجيس تغزني بأن هناك صلة عجيبة بين حاضري وماضيي ، كل ضجيج يحدث أمامي يعيد لي الذكرى التوقيت وذاك المنظر والحدث والصوت والأنفاس ،
ففي اللحظة التي يرتب فيها عقلي مثلًا أكوابًا من الزجاج أجده يدفعها مرة أخرى نحو الهاوية وبقوة عارمة كقوة ضرب الموج على جسدي في تلك الليلة.
دعوني أبث شعوري على حروفي الحائرة مني
لأجمع شتاتها من بقيع كاد أن يدفن
لقد تركت كل شيء كما هو وأبتعدت عن كل شيء
وفي برهة تأملت لتلك السفينة التي حملتني مع الجميع ، ومن ثم أغرقتني وحدي اتساءل كيف كانت البداية؟
وفي صراع عمق الخيال أحس بأن شيئا يشد قوامي أشبه بسقوط بعد دوران بلا حدود ،
لقد وجدت نفسي مع نفسي
حدثتني بأمور كثيرة عن ماضٍ دفين لا أتذكر حتى تفاصيله أو بمعنى أصح حتى أشخاصه لا أتذكرهم
سألتها عم تتحدثين؟!
ومن سمح لك بالعودة إلي؟!
كانت صامتة فقط تدقق في تفاصيلي حتى أنها تمادت في لمس ملامح وجهي ،
دفعتها بقوة وهي تحاول إسقاطي من على السفينة
جاهدت في صراعها حتى رأيتها تغرق واستقويت لألملم نفسي في حين أني لا علم لي من أنا؟!
أكنت الناجية أم الغريقة؟