كتب : خالد سلمان
في كلمة له وصف محمد علي الحوثي المملكة بالعدو السعودي ، في توقيت تحاول الرياض فيه الإنسحاب من ملف صراع اليمن، وإبرام صفقات ثنائية مع الحوثي، تضحي فيه بجميع الأطراف الأُخرى، وتأخذ في هذا الخضم المتلاطم من الصراع المسلح بين الحوثي وإيران والولايات المتحدة ، وضع اللاموقف قطعي منحاز لطرف ، مرجحة مصلحتها على حساب مصالح وتوازنات وحسابات الدول الكبرى.
حديث محمد علي الحوثي في حشود صعده أمس الجمعه وفي هذا التوقيت، لا تفسير له خارج ممارسة المزيد من الإبتزاز ، وإشعال اللمبة الحمراء للحيلولة دون شراكة الرياض بأي فعل جماعي يتصل بحماية أمن البحر الأحمر.
في النهج الحوثي لا توجد عملية صقور وحمائم ،هناك توزيع أدوار ، ففيما يقدم رئيس مفاوضية لغة ناعمة مداهنة تجاه السعودية، يذهب محمد علي الحوثي إلى رفع سقف التهديد، والعودة بلغة التراشق إلى نقطة المربع الأول حرب ، حيث مسميات العدوان ورأس الشيطان وغيرها، ما يعني أن لا ناظم متسق يربط النهج الحوثي ببعضه، ويساعد على فهم وإستخلاص خط سياسي محدد ، يمكن في ضوئه التعامل مع هذه الجماعة ، ورسم إطاراً لسياسة التفاوض، ففي لحظة خارج التقديرات والتوقعات الموضوعية ،يمكن للحوثي أن يستدير ويرمي جانباً بخطاب محمد عبدالسلام التصالحي ووصفه للسعوديين بالأخوة والأشقاء ، إلى خطاب ناري يعلي صوت الحرب ويرجح خيار المواجهة، خطاب الحوثي المزدوج يشتغل على إرتباك السعودية و قرارها بالتخلي عن خصوم الحوثي أي حلفائها، والإستثمار السياسي التفاوضي معه فقط ، بما يؤمن لها إنسحاباً سلساً من مستنقع اليمن، وبتكاليف قابلة للإحتمال .
السعودية ترمي بأوراق اللعب في الجهة الخطأ ، وتختار الرقم الخاسر في نرد الروليت ، حيث مقامرة الرهان على حوثي قوي ، يقود قطعاً إلى خسارة مميتة ، على المديات الثلاثة المدى القريب والمتوسط والبعيد.
ومهما قدمت السعودية له من تنازلات وهدايا ، سيظل الحوثي هراوة إيران ، ومن موقعه العقائدي عصي على الترويض والإحتواء .