تقـــارير

دور الإعلام الجنوبي في التصدي للحرب الممنهجة على الجنوب

دور الإعلام الجنوبي في التصدي للحرب الممنهجة على الجنوب

 

صوت الضالع / استطلاع/ فهمي أحمد / إشراف محمد ناصر الشعيبي

يشهد عالمنا المعاصر نوعاً جديداً من الحروب غير التقليدية، والتي باتت تستهدف أمن واستقرار المجتمعات، إنها الحروب الإعلامية الإلكترونية، القائمة على توظيف التكنولوجيا الحديثة في استهداف المجتمعات، سواءً عبر وسائل الإعلام التقليدية أو عبر منصات الإعلام الحديث..

وقد تعاظمت أهمية الإعلام في عصر الثورة الرقمية، حيث بات يمثل أحد أركان حماية الأوطان وتعزيز أمنها وصون مكتسباتها، وهذا يستدعي حشد الطاقات لأجل تحقيق هذه الغايات.

وقد أدركت الكيانات المارقة مبكراً، أهمية الدور الذي تلعبه الآلة الإعلامية في بلوغ أهدافها، سواء كانت دولاً معادية، أو تنظيمات متطرفة، أو منظمات عالمية، أو حتى أفراداً..

ونحن لسنا في معزل عن تلك الحرب! حيث يواجه الجنوب اليوم حرباً إعلامية ممنهجة، تستهدف نسيجه الاجتماعي وقضيته وتطلعاته في الحرية والعيش الكريم، وهناك محاولات مستميتة لزعزعة أمنه واستقراره، ناهيك عن حروب أخرى سياسية واقتصادية وثقافية تشنها كيانات متعددة، داخلية وخارجية، جمع بينها الحقد والعداء التاريخي للجنوب أرضا وإنسانا.

ولتسليط الضوء حول واقع العمل الإعلامي والحرب الممنهجة ، كنا قد استطلعنا آراء عدد من الصحفيين والناشطين الجنوبيين، عن أهداف الإعلام المعادي من إطلاق الحملات الإعلامية المغرضة ونشر الشائعات والأخبار الزائفة في الجنوب؟

الصحفية مريم بارحمة

تؤكد الصحفية مريم بارحمة، بأن أهداف الإعلام المعادي تتنوع بين السعي لتقويض الأمن والاستقرار بالجنوب، إلى تشويه صورة المجلس الانتقالي الجنوبي والقيادات الجنوبية الوطنية، ونزع الثقة بين شعب الجنوب وقيادته، من خلال زرع الفتن والانقسامات بين أبناء الجنوب.

الإعلامية هند العمودي

وتضيف الإعلامية هند العمودي بأن تلك الحملات تحمل أهدافا استراتيجية، وترمي إلى تغييب دور الدولة بتأجيج الصراع القائم وخلق صراعات جديدة تؤدي إلى الانقسامات بين أفراد المجتمع، وتؤكد العمودي بأن نشر الإشاعات من شأنه أن يضعف ثقة الجمهور في إعلامه المحلي.

الصحفي حسن الخليفي

أما الصحفي حسن الخليفي من محافظة شبوة فيرى أن هدف العدو ضرب الجنوبيين ببعضهم والتشكيك في قدرة القيادة الجنوبية على إدارة المرحلة.

الصحفي حسين المهري

كذلك أكد حسين المهري من محافظة المهرة أن تلك الدعوات المشبوهة تهدف في المقام الأول إلى تقويض النظام والنيل من إرادة الشعب ونزع ثقته بقيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

المهندس عبدالجبار السقطري

إلى ذلك، يؤكد المهندس عبدالجبار السقطري بأن من بين الأهداف المتعددة للإعلام المعادي خلق الفوضى وتأجيج الصراع وتقسيم المجتمع الجنوبي.

وعن أبرز الأساليب التي يتبعها الإعلام المعادي في حربه الممنهجة ضد الشعب الجنوبي، تحدثنا مريم بارحمة بالقول “إن الإعلام المعادي يركز على المناطقية كأساس للفتنة بالإضافة إلى استغلاله للأحداث والقضايا الاجتماعية وتضخيمها، كذلك يلجأ إلى التضليل الإعلامي ونشر الصور والفيديوهات المفبركة والأخبار الزائفة، وكذا الحسابات الوهمية على منصات التواصل وفي مقدمتها منصة إكس x.

وبدورها تؤكد هند العمودي إلى أن الإعلام المعادي يحرص على التكرار المستمر للرسائل السلبية بهدف إقناع الجمهور بالأكاذيب والشائعات.

كذلك يقول السقطري “إن الإعلام المعادي يلجأ لاستخدام لغة عاطفية للتأثير على مشاعر الناس، أملاً في جرهم إلى العنف والفوضى، إلا أن محاولاتهم عادة ما تبوء بالفشل! أمام وعي وإدراك الشارع الجنوبي لحجم المؤامرات التي تحاك ضده”.

فين حين يرى حسن المهري ” أن أبرز أساليب الإعلام المعادي هو الخطاب التحريضي القائم على المغالطات وصناعة الوهم، سواء عبر إعلامهم التقليدي كالقنوات التلفزيونية أو عبر منصات التواصل الاجتماعي والمتمثل بتلك المعرفات الوهمية (الذباب الالكتروني).

ومما لاشك فيه أن الانجرار خلف تلك الحملات الإعلامية الموجهة ينطوي على العديد من المخاطر لدى الجمهور المتلقي، وهو ماعبرت عنه الزميلة هند العمودي بالقول “سيكون لذلك أثراً سلبياً بالغاً على مستقبل القضية الجنوبية، حيث أن اندلاع الاضطرابات وعدم الاستقرار التي ينادي بها الإعلام المعادي لشعب الجنوب ستؤثر سلباً على قضية شعب الجنوب وموقفها التفاوضي لدى دوائر صنع القرار الدولية”.

ويبدو أن هنالك إجماع بين الجنوبيين الذين استطلعنا آراءهم حول عواقب الانجرار خلف تلك الحملات المعادية لشعب الجنوب، والمتمثلة بإضعاف الموقف التفاوضي لقضية شعب الجنوب، غير أن الصحفية مريم بارحمة تضيف بالقول “ذلك يتسبب في تقويض جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في مجال البناء والتنمية، ويؤثر سلباً على معنويات شعب الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية الصامدة”

كذلك يؤكد عبدالجبار السقطري على أن “التجاوب مع الحملات المعادية للجنوب يخدم في الغالب أجندات خارجية”.

أما حسن الخليفي فيرى أن ذلك “يضر بشكل مباشر بالقضية الجنوبية وكذا مستقبل الدولة الجنوبية” معتبراً أن مجرد التفاعل مع الإعلام المعادي من شأنه أن “يضعف الروح المعنوية للجنوبيين ويسهم في التشكيك بالأهداف السامية التي قدم شعبنا لأجلها آلاف الشهداء”

كذلك يوضح حسن صالح المهري “إن الانسياق خلف الحملات المعادية لشعب الجنوب يعد تماهيا مع العدو” معتبراً ذلك “خيانة للوطن ولدماء شهداءنا الأبرار، وتعاوناً على الإثم والعدوان”.

يبدو جلياً أن لدى شعب الجنوب حالة متقدمة من الوعي والإدراك الكامل للمؤامرات التي تحاك ضده، وأنه على استعداد للتصدي لها كما ينبغي، لكن ماذا عن الأدوار الحقيقية للصحفيين والإعلاميين والنشطاء، إزاء تلك الحرب الإعلامية المسعورة؟

تؤكد الصحفية مريم بارحمة بأن”واجبنا كصحفيين هو كشف الحقائق وتفنيد الشائعات أمام الرأي العام، وعدم ترك الجمهور المتلقي أسيراً للإعلام المعادي، كما ينبغي على الصحفي تحري الدقة والمصداقية واستقاء الأخبار من مصادرها الرسمية.

أما عبدالجبار السقطري فيؤكد على ” ضرورة التحقق من المعلومات قبل نشرها” معتبراً أن ذلك “يسهم كثيراً في الحد من ترويج الشائعات” وبالتالي قطع الطريق أمام مثيري الفتن.

وبدورها تشدد الإعلامية هند العمودي على “ضرورة العمل على توعية المجتمع بآليات التحقق من المعلومات وتعزيز القدرة على كشف الأخبار الزائفة”.

أما حسن الخليفي فيرى بأن دور الإعلام الجنوبي يتمثل في “تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها القيادة الجنوبية وإبراز ذلك للمواطن، مع التوضيح بأن القيادة الجنوبية ماضية في هدف استعادة الدولة”

أما الناشط حسين المهري فيشير إلى أهمية التحلي بالشفافية والمصداقية، إلى جانب التطوير المستمر ومواكبة عجلة التقدم في عالم الإعلام الحديث، مبدياً ارتياحه من الأداء الرائع للكثير من الإعلاميين والصحفيين الذين أصبحوا يتصدرون المشهد الإعلامي الجنوبي.

وهكذا، ينبغي على إعلامنا التحلي بروح المبادرة، وعدم الاكتفاء بردود الفعل فقط، فالتحديات الماثلة أمامنا تحتم على إعلامنا ضرورة البقاء متقدماً على العدو بخطوة.. دائماً.

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى