كتب : محمد أبو بكر بن قبلان.
لا خير في الدولة إذا كانت أدنى أجورها تخص المعلم، الذي يعيش حياة صعبة وعصيبة لا خير في الدولة إذا لم تولِ جل اهتمامها بالمعلم ولم تجعله من أولوياتها، لأن بناء الأوطان لا يتم إلا بالعلم، فبالعلم ترتقي الشعوب والأمم وتبني الدول والحضارات.
المعلم هو النور الذي يضيء طريق الأجيال ويزرع في قلوبهم بذور المعرفة والطموح، لا خير في الدولة إذا رأيت المعلم يعمل في أعمال شاقة في الميناء، يحمل الأسمنت أو البضائع، أو يشتغل في البوفيه والمطعم لسد حاجاته واحتياجات أسرته، بينما راتبه لا يكفي لشراء متطلبات الحياة الأساسية.
إن رفع أجور المعلم يعد استثمارًا في المستقبل، فهو ليس مجرد تعويض مادي عن عمله، بل هو تكريم لشخصه وجهوده التي لا تقدر بثمن،إن توفير حياة كريمة للمعلم يعزز من قدرته على العطاء، ويسهم في تحسين جودة التعليم الذي يعود بالنفع على المجتمع ككل،عندما يتم تقدير المعلم مادياً واجتماعياً، يصبح أكثر قدرة على أداء دوره ببذل أكبر من الجهد والوقت، مما ينعكس إيجابًا على الأجيال القادمة.
يقول الرئيس السنغافوري: “أنا لم أقم بمعجزة في سنغافورة، أنا فقط قمت بواجبي نحو وطني، فخصصت موارد الدولة للتعليم، وغيرت مكانة المعلمين من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة في سنغافورة، فالمعلم هو من صنع المعجزة، هو من أنتج جيلاً متواضعاً يحب العلم والأخلاق، بعد أن كنا شعباً يبصق ويشتم بعضه في الشوارع”.
أيها المسؤولون الذين وصلتم إلى هذه المناصب بفضل المعلمين، أرفعوا أجور المعلمين ليعيشوا حياة كريمة، ولتكون لديهم القدرة على الوفاء بمسؤولياتهم الاجتماعية والأسرية فالمعلم هو من تخرج على يديه الطبيب أو المهندس أو المحامي أو الضابط أو الطيار أو المسؤول، وهم جميعاً يحملون بصماته في أفكارهم وأفعالهم.
ويقول الشاعر: “كاد المعلم أن يكون رسولا”، ويقول آخر: “من علمني حرفاً صرت عبده”، فالمعلم هو الأمل والمستقبل، وهو الذي يزرع في نفوسنا معاني الحياة الحقيقية،إن تكريم المعلم وتقديره ليس ترفاً، بل هو ضرورة لبناء مجتمع يرفل في طموحه وتقدمه.
لذلك، يجب أن تكون رفعة المعلم جزءاً من رفعة الوطن، لأن الأوطان التي تحترم معلميها هي الأوطان التي تشق طريقها نحو التقدم والازدهار.
زر الذهاب إلى الأعلى