كتب: عبدالسلام السييلي
مثل يوم الثالث عشر من يناير من العام 2006م حدثا جنوبيا هاما في تاريخ شعب الجنوب المعاصر ففي هذا اليوم إستطاع أبناء الجنوب التسامي فوق جراحهم و تحويل الذكرى الأليمية والحزينة لهذا اليوم إلى ذكرى عظيمة جسدت مدى قوة وإصرار وعزيمة شعب الجنوب على تحويل الأتراح إلى أفراح.
ففي هذا اليوم أحتضنت جمعية أبناء ردفان في العاصمة الأبدية لشعب الجنوب إجتماعا تاريخيا لقيادات شعب الجنوب خرجت فيه بأعلان التصالح والتسامح والذي مثل خطوة كبيرة في النضال نحو الحرية واستعادة الدولة الجنوبية.
التسامح والتصالح قيمة إنسانية كبيرة تتمحور حول نسيان الماضي وإرهاصاته وتجاوز الخلافات والعفو عن أي إساءة والقبول بالآخر مهما كان توجهه فالجنوب يتسع لجميع أبناءه، كما انه بداية للوصول إلى تطلعات شعب الجنوب والوصول إلى الهدف النبيل في بناء دولة جنوبية قائمة على التعدد يسود فيها القانون ويتمتع فيها الجميع بالمواطنة المتساوية وروح العمل التعاوني بدون إقصاء أو تهميش لأحد.
وتأتي الذكرى الـ19 للتصالح والتسامح الجنوبي، وقد شاهدنا ثمار هذا الحدث العظيم في اصطفاف الجنوبيين نحو أهدافهم، وصمود القيادة السياسية أمام كل الضغوطات التي تمارس عليها من أجل التنازل عن إستحقاق إستعادة الدولة والقبول بشراكة ليس فيها غير إسمها بل تجديد للاحتلال ودفن للقضية الجنوبية.
وما الأوضاع التي يعيشها الجنوب اليوم من تدهور للأوضاع الخدمية والإقتصادية إلا ترجمة للحرب التي يشنها أعداء الجنوب، ورغم كل ذلك مازال شعب الجنوب صامد وواثق بقيادته رغم أن صبره لن يطول على من هو سبب في هذا العذاب والحال المزري.
نعرف جميعا أن أعداء الجنوب يراهنون على هزيمة الجنوب من خلال تفتيت التماسك الجنوبي، وبث روح الفرقة، وزرع الصراع المناطقي بين أبناء شعب الجنوب باعتباره السبيل الوحيد لهزيمة الجنوب، ويبذلون قصارى جهدهم وامكانياتهم لتغذية النعرات المناطقية ليسهل لهم ابتلاع الجنوب وكسره وهزيمته بعد عن تبين عجزهم عن المواجهة عسكريا، لذلك مثل مشروع التسامح والتصالح ضربة قاضية وكان صمام الأمان ضد الدسائس والمؤامرات التي حاكتها قوى الإحتلال اليمني إبتداء من محاولات عفاش كسر التصالح والتسامح عن طريق التحريض أثناء نزوله إلى أبين الأبية والضالع العصية في محاولة يائسة منه لتجديد وإحياء الصراعات القديمة وزرع المكونات الكرتونية لسلب قرار أبناء الجنوب وصولا إلى اليوم.
ولا يسعنا في هذا اليوم إلا أن نؤكد أن التصالح والتسامح نهجنا الذي نسير عليه ونربي أبناءنا على قيمه ومبادئه وأن الجنوب يتسع للجميع ولن يكون إلا لكل وبكل أهله.
زر الذهاب إلى الأعلى