كتب : أصيل الحوشبي
مع صدور قرار تشكيل مجلس الشيوخ للجنوب العربي تتجلى مرحلة جديدة من العمل السياسي والمؤسسي تستدعي من القيادات التقليدية ممثلة بالسلاطين والمشائخ التفاعل الإيجابي والمسؤول مع هذا التطور الذي يمثل خطوة نحو ترسيخ الهوية الجنوبية وتعزيز الاستقرار السياسي تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي.
أولاً: دعم المجلس وتعزيز وحدة الصف الجنوبي
إن تشكيل مجلس الشيوخ يعد محطة محورية في مسار استعادة الدولة الجنوبية وهو ما يتطلب من السلاطين والمشائخ التأييد المطلق لهذا التوجه الاستراتيجي والعمل على حشد الدعم الشعبي له باعتباره خطوة نحو ترسيخ الشراكة الوطنية وتنظيم العمل السياسي وفق رؤية تخدم المصالح العليا للجنوب وتعزز مسيرة النضال التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي.
ثانياً: تمثيل حقيقي ومسؤول للمجتمع الجنوبي
يجب أن يكون السلاطين والمشائخ صوتًا صادقًا لمجتمعاتهم ينقلون هموم المواطنين وتطلعاتهم إلى داخل المجلس بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو الاعتبارات الشخصية فالمجلس يمثل مظلة جامعة لكافة المكونات الجنوبية مما يفرض على القيادات القبلية أن تؤدي دورها بروح المسؤولية الوطنية بما يعزز مبادئ العدالة السياسية والاجتماعية التي ينادي بها المجلس الانتقالي
ثالثاً: المواءمة بين الأصالة والتطور السياسي
لطالما كانت القبائل الجنوبية ركيزة أساسية في الدفاع عن الأرض والهوية واليوم أصبح من الضروري أن يستمر هذا الدور ولكن في سياق أكثر تنظيمًا يتماشى مع متطلبات المرحلة الحالية على السلاطين والمشائخ أن يكونوا جسرًا يربط بين الإرث التاريخي والتطور السياسي الحديث لضمان الحفاظ على الهوية الثقافية للجنوب مع الانخراط الفاعل في المشهد السياسي المتجدد
رابعاً: تعزيز الاستقرار ودعم القرار الجنوبي الموحد
يمثل مجلس الشيوخ رافدًا مهمًا لدعم الاستقرار السياسي وتعزيز اللحمة الوطنية ومن هنا تأتي مسؤولية السلاطين والمشائخ في وأد الخلافات القبلية أو المناطقية والعمل على توحيد الصف خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لضمان وحدة القرار الجنوبي بعيدًا عن أي محاولات لزرع الانقسامات أو التشكيك في المسار الوطني
خامساً: توعية المجتمع بأهمية المرحلة الجديدة
إن المرحلة الحالية تتطلب من القيادات المجتمعية التقليدية دورًا محوريًا في نشر الوعي بأهمية مجلس الشيوخ ودوره في صناعة القرار وذلك من خلال اللقاءات القبلية والتواصل المستمر مع أبناء الجنوب لحشد الدعم الشعبي للمؤسسات الجنوبية وإيضاح أهمية الاصطفاف الوطني تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة
أخيرا
إن تشكيل مجلس الشيوخ للجنوب العربي يمثل لحظة تاريخية فارقة تتطلب من جميع القيادات وخاصة السلاطين والمشائخ الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمساهمة الفاعلة في إنجاح هذه الخطوة باعتبارها ضمانة حقيقية لتعزيز وحدة الجنوب واستقراره فالمسؤولية اليوم لا تقتصر على الدور التقليدي بل تتطلب شراكة حقيقية في بناء مستقبل جنوبي قوي وعادل يرتكز على الإرادة الشعبية والقرار السيادي المستقل.
زر الذهاب إلى الأعلى