كتب / رائد علي شائف:
في هونج كونج، حيث تصطف ناطحات السحاب كجنود من زجاج، هبط الأهلي السعودي كعاصفة جاءت من الغرب تحمل بين طياتها رائحة المجد، لم يكن مجرد فريق يشارك في بطولة السوبر، بل كان كياناً يجر خلفه تاريخاً بحجم قارة، كيف لا وهو بطل النخبة لأكبر قارات العالم ..!
اليوم، لم الاهلي فحسب، بل انتصرت الروح التي ترفض أن تموت، ففي كرة القدم، هناك لحظات لا تصنعها الأقدام وحدها، بل تصنعها الإرادة، وتصوغها الروح، مع فريق يعرف كيف يختصر المسافات إلى المجد، ويدرك تماماً بأن سر البقاء أن تنهض كلما سقطت، وأن تبتسم في وجه الضغط، وأن تهاجم اليأس قبل أن يهاجمك..!
حين تقدم النصر، اليوم مرتين، في بلاد التنين الصيني، ظن كثيرون أن الرواية انتهت، لكنه الأهلي، لا يقرأ الفصول كما يكتبها الآخرون، فقد أعاد صياغة الحكاية في آخر سطور الشوط الأول، ثم مزق سيناريو الخسارة في آخر لحظة من الشوط الثاني.. وحين جاء موعد الحسم في ركلات الترجيح، لم يكن الأهلي هناك ليجرب حظه، بل ليأخذ حقه عن جدارة واستحقاق..!
الأهلي بطل السوبر السعودي، ليس لأنه فاز بالكأس، بل لأنه أثبت أن البطولات تعشق من لا يخون شغفه، وها قد عاد الاهلي الى قمة الشغف وذروة المجد، والملكي لا يعود إلى القمة صدفة، بل لأنه ولد ليكون في القمة..!
تهانينا لعشاق الاهلي الملكي، لمجانين قلعة الكؤوس، لجماهير النادي الراقي، لأبطال نصف الأرض.. وعبر الزمان سنمضي معاً 💚
زر الذهاب إلى الأعلى