مقالات وتحليلات

مسافة الألف ميل بدأت بخطوات متسارعة ولن تتوقف إلا عند آخر خطوة .. عن استراتيجية الرئيس الزبيدي !

كتب / ناجي محمود العيفري

لا يختلف إثنان على ان الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الأكثر حضورا وشعبية في الشارع الجنوبي ، والرقم الصعب الذي لايستطيع أيا كان القفز عليه ، ذلك لان الناس باتوا يثقون به ويحبونه إلى آخر خط ، حتى الأشخاص الذين كان عندهم وجهة نظر قبل أن يلتقوا فيه ولكن مع أول لقاء يجمعهم به تجدهك يغيروا تلك النظرة بقناعة تامة ،وينظرون له أنه الربان الحقيقي الذي يستطيع أن يبحر بالسفينة إلى شاطئ الأمان .

البعض يدقق في التفاصيل بتسرع وانا واحد من هؤلاء الذين إن وجدوا ثمة خطأ تحدثوا عنه بقناعة من أجل التصحيح ، ولكن إذا تأملنا بروية وهدوء كيف بدأ تأسيس المجلس وكيف تمت الأصلاحات والتطورات يوم بعد يوم إلى أن تم توقيع الميثاق الوطني الجنوبي بين كل مكونات الجنوبية وغيرها من التطورات والإصلاحات الشاملة ،وهو الأمر الذي يراه الكثيرون إنه مؤشر جيد ومحفز لجعله حاملا سياسيا وحيدا للقضية الجنوبية من أجل استعادة دولة الجنوب الديمقراطية الفيدرالية التي تكون فيها السلطة لكل الشعب ويستفيد منها كل الشعب الجنوبي بدون إقصاء وإلغاء تحت قاعدة “الجنوب لكل الجنوبيين” .

مخطئ من يظن أن الرئيس عيدروس الزبيدي ليس لديه استراتيجية شاملة وفيما يلي سوف استعرض بعض النقاط الرئيسية الاستراتيجية المتبعة :

– توقيع الميثاق الوطني الجنوبي: تم توقيع الميثاق الوطني الجنوبي بين كل مكونات الثورة الجنوبية، وهو اتفاق يهدف إلى تحقيق الوحدة والتضامن بين القوى الجنوبية وتوفير الأساس القوي لاستعادة دولة الجنوب الديمقراطية الفيدرالية .

– الحوار والمشاركة: يعتبر الحوار والمشاركة أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الرئيس عيدروس الزبيدي .

ونلاحظ انا المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى إلى بناء قاعدة ديمقراطية وحوار لجميع أبناء الجنوب، ويعتبر الديمقراطية والحوار الطريق الحقيقي والأمثل للخروج من أي أزمة سياسية ،وهو الأمر الذي جعل الكثير من المثقفين ان يأملوا في المستقبل الآت .

– الاستمرارية والتطور: منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، تمت العديد من الإصلاحات والتطورات التي تعكس استراتيجية الرئيس عيدروس الزبيدي.

تم تشكيل فريق حوار جنوبي خارجي وفريق داخلي للحوار ، واتخاذ قرارات أخرى تهدف إلى تعزيز الديمقراطية والاستقرار في الجنوب .

-البناء السلمي والمفاوضات: يركز الرئيس عيدروس الزبيدي على بناء ثقافة سلمية مبنية على المفاوضات والحوار والتبادل السلمي للسلطة.

أيضا يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى بناء مشروع وطني قادم خالي من العنف والتطرف والإرهاب، وقام بمحاربة الارهاب عسكريا إذ مازالت قواته في كثير من المناطق الجنوبية تقاتل من أجل تطهيره من الارهاب وبالتنسيق مع الدول الخارجية .

وهناك العديد من الجوانب الأخرى التي التي طورها المجلس سواء السياسية والعسكرية والخدمية .

– الجانب السياسي: بعد اشهار المجلس ككيان سياسي جنوبي أول ما قام به الرئيس عيدروس تشكيل هيئة رئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، تضم شخصيات جنوبية بارزة .

– عمل على تعزيز دور المجلس في تمثيل الجنوبيين وتحقيق تطلعاتهم في الحلول السياسية لليمن .

– ثم قام بتشكيل الجمعية الوطنية الجنوبية كهيئة تمثيلية تضم أعضاء يمثلون مديريات ومحافظات الجنوب .

-الجانب العسكري: قاد الرئيس عيدروس الجهود العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة المليشيات الحوثية والقوى العسكرية التي تريد غزو الجنوب مرة أخرى .

– عمل على تنظيم وتدريب القوات الجنوبية وتعزيز قدراتها العسكرية .

– الجانب المؤسساتي: –  بدأ الرئيس عيدروس بتأسيس مؤسسات جنوبية مثل نقابة الصحفيين ولجان المرأة والشباب  – عمل على تعزيز البنية التحتية وتطوير القطاعات الحيوية في الجنوب .

باختصار، استراتيجية الرئيس عيدروس منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي تركزت على تحقيق تطلعات الجنوبيين وتعزيز دور المجلس في الساحة السياسية والمؤسساتية من خلال العمل السياسي والعسكري وتأسيس المؤسسات الجنوبية. البعض يتحدث بلغة شططية ويقول إن الرئيس عيدروس مازال في إطار شرعية يمنية يشغل وظيفة نائب ،وهذا المنطق يعبر عن مدى قصور البعض في السياسة فلو راجعنا تاريخ ثورات الشعوب لوجدنا أن الكثير من القادة جاءوا من داخل المؤسسات السياسية الرسمية وهو ما يذكرنا بالنائب الأول للرئيس السوداني الذي كان رئيس حركة تحرير جنوب السودان الى جانب وظيفة كنائب للرئيس وناضل من موقعه حتى حقق جنوب السودان مصيرة على رغم الاختلاف الكبير بين القضيتين قضية جنوب اليمن الذي كان دولة وقضية جنوب السودان التي لم تكن دولة .

مشــــاركـــة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى